أسالت ظاهرة العنف في المدارس حبرا كثيرا وأهدرت وقتا طويلا وأحدثت جعجعة بلا طحين، مثلها مثل ظاهرة العنف في الملاعب، التي لم يجدوا لها وصفة ناجعة تداويها وتضع حدا لها أو التقليل منها، بل على عكس ذلك ازدادت الظاهرة حدة وخطورة مع مر الأيام، فلا الحصص الإعلامية ولا الحملات التحسيسية أتت أكلها وأنتجت ثمارها.. فتكاد لا تخلو مقابلة رياضية من إحداث أعمال شغب وفوضى
وما يتبعها من حرق وتخريب لممتلكات عمومية وخاصة.. وحتى العقوبات التي فرضت على الفرق التي تسبب أنصارها في أعمال الشغب لم تكن ناجحة، رغم أن ''الدواء'' موجود ومتوفر لدى الجهات الوصية ، ولا ينقص سوى »الطبيب« صاحب الإرادة القوية لتحرير الوصفة..
أعود وأقول أن العنف في المدارس سببه ضعف الطرق البيداغوجية التربوية التأديبية، التي تمنع المعلم من »ضرب« التلميذ ولو بزهرة..!
إن معاقبة التلاميذ المشوشين، الذين يتمردون على معلميهم بالضرب غير المبرح شيء مشروع، ويعيد الأمور إلى نصابها، وليس هذا بالغريب لأننا كلنا مررنا على المدرسة، وتعرضنا للضرب والتوبيخ من طرف معلمينا.. لكن الحمد لله أننا بفضلهم أصبحنا إطارات ومسؤولين ولا خوف علينا ولا هم يحزنون..!
لقد كان المعلمون هم المتهمون باستعمال العنف ضد تلاميذهم، وتعرضوا إلى حملة شرسة، حتى أصبحوا يخافون من خيالهم، ولم يعودوا قادرين على تأدية مهامهم ورسالتهم النبيلة، خشية إحالتهم على لجان التأديب أو العدالة.. غير أن الأيام المتعاقبة أثبتت براءة المعلمين.. وتحول التلاميذ إلى متهمين بعد أن كانوا شهودا، وما الاعتداءات التي يتعرض لها المعلمون من طرف تلاميذهم إلا دليل على ذلك..!
|